اليقظة التنافسية

تعريف اليقضة التنافسية:
يقصد باليقضة ذلك التصنت الدائم للتغيرات الحاصلة في جميع الميادن، قصد التصرف بشكل مسبق. فعوض أن تقوم المؤسسة برد الفعل، فإنها هي التي تدفع إلى التغيير، بحيث تكون طرفا فيه.
2.
مفهوم اليقضة الإستراتيجية: 
اليقضة الإستراتيجية هي عبارة عن نظام يساعد لاتخاذ القرار في ملاحظة و تحليل البيئة العملية، التقنية، التكنولوجية و الآثار الاقتصادية الحالية و المستقبلية، من أجل استخراج الفرص و التهديدات. كما أنها ترتكز أساسا على المعلومات الإستراتيجية، يعني كل الأفعال الهادفة للرصد المستمر، أو غير المستمر، مهما كانت درجة قوتها أو ضعفها القابلة لاحتوائها معلومات ذات معنى للمؤسسة في ميدان إستراتيجي معين. و بالتالي فأهمية اليقضة الإستراتيجية تكمن في مساعدة المؤسسة على معرفة مختلف التهديدات التي سوف تواجهها في مجالها النشاطي، كما أن هذا النوع من اليقضة يساعدها أيضا في الحيازة على ميزة تنافسية، كون أنها تجمع كل من:
-
اليقضة التنافسية؛
-
اليقضة التجارية؛
-
اليقضة التكنولوجية؛
-
اليقضة الإجتماعية.
و بالتالي فاليقضة الإستراتيجية تساعد على أخذ القرارات الإستراتيجية و على تنبؤ تهديدات السوق، و التحسن بمختلف تطورات القطاع و ذلك على المدى الطويل و القصير. و من أهداف اليقضة الإستراتيجية التعرف على المعلومات التي تخص متخذي القرار في المؤسسة بعد تجميعها و لهذا فهي ترمي إلى:
-
مقارنة معرفة أداء المؤسسة و تطويره؛
-
اختيار المشروع المناسب في القطاع و السوق؛
-
شراء أو بيع براءات الاختراع.
و لليقضة الإستراتيجية مراحل وهي كالآتي:
1.
تحليل البيئة بغرض معرفة كل ما يجري فيها؛
2.
تقرير مختلف الأنشطة التي تساعدها في تهديف المعلومات الإستراتيجية التي تحتاجها. أما في حالة ما إذا كانت تعلم مختلف أنواع المعلومات اللازمة لها فتقوم بجمعها مباشرة؛
3.
جمع المعلومات بعد تصميم مختلف الخطط اللازمة لذلك؛
4.
تهديف المعلومات؛
5.
نشر المعلومات بعد معالجتها قبل تخزينها.
تعتبر اليقضة الإستراتيجية عملية إستراتيجية لا يمكن للمؤسسة أن تستغني عنها، لأنها تزودها بالمعلومات التي تؤهلها لمواجهة المنافسة بشكل أحسن؛ كون أن هذه المعلومات تمس جوانب عديدة من البيئة من تهديدات و فرص، رغم أنها جد مكلفة للحصول عليها. كما أنها جد مهمة لأنها تساعد في التكيف مع التغييرات الحادثة في البيئة، أو التنبؤ بهذه التقلبات و التغيرات قبل حدوثها، لإتخاذ الإجراءات المناسبة لجعلها تتوافق مع أهداف المؤسسة عند حدوثها و وقوعها. لهذا فاليقضة الإستراتيجية تلعب دور أساسي خاصة في الإستمرارية الإستراتيجية؛ فبذلك تعد المفتاح الأساسي للتنافس. 

3.
اليقضة التنافسية:
تعد اليقضة التنافسية اليقضة الخاصة بجمع مختلف المعلومات، المتواجدة في البيئة التنافسية. كما أنها تتعلق بالمتابعة الدقيقة و الصارمة لتحركات المنافسين، حتى يتم فهم سلوك هؤلاء و استباق المستقبل، فالمؤسسة في هذا الصدد تقوم بجمع كل المعلومات التي تراها نافعة في توضيح كل ما يخص بمنافسيها؛ و المعلومات تصنف إلى نوعين كمية و نوعية:

أولاُ_ المعلومات الكمية:
-
الأداء الحالي للمنافس؛
-
إستراتيجية المنافس؛
-
الأهداف الجديدة للمنافس؛
-
قدرات المنافس؛
-
الفرضيات التي تحكم عمل و قرارات المنافس.

ثانيُا_ المعلومات النوعية:
-
الجهود المبذولة في ميدان البحث و التطوير؛
-
العلاقات مع الموردين الجدد؛
-
إطلاق المنتجات الجديدة؛
-
الأسواق الجديدة؛
-
جاذبية تكنولوجيا جديدة؛
-
حملة إشهارية جديدة؛
-
تطور حصة السوق؛
-
تطور التعداد (الإحصاء).
و ترتبط المعلومات المجمعة بشكل كبير، بحدة المنافسة ضمن قطاع النشاط حيث هناك عدة متغيرات التي من شأنها الرفع من درجة حدة المنافسة و بخاصة:
1.
المنافسين كثيرين و متوازنين: لا يوجد رائد حقيقي يلعب دور المنسق، و من ثمة، فإنه يكون من الصعب مراقبة العدد الكبير من المنافسين في نفس الوقت. و الأمر الأكثر فعالية هو الملاحظة المستمرة لحصص السوق؛
2.
بطء نمو القطاع: و هنا يجب مراقبة نمو القطاع، و مقارنته؛
3.
إختلاف المنافسين: يجب معرفة الإستراتيجيات المعتمدة من قبل المنافسين، حتى لا تكون هناك إمكانية للمفاجأة؛
4.
ارتفاع الرهانات الإستراتيجية لكل منافس: و يكون ذلك، في حال ارتباط بقاء المؤسسة في المجال المعتمد، بنجاحها في هذا الأخير. و من الضروري التعرف على الصحة الاقتصادية للمنافسين؛
5.
حواجز الخروج مرتفعة: و يتعلق الأمر بتحديد الحواجز الرئيسة، أو الاستفادة من رفع الحواجز للخروج من قطاع غير مربح؛

6.
حواجز الدخول ضعيفة: المراقبة الدائمة للداخلين الجدد.
فالمؤسسة إذن مطالبة بالحرص على المعلومة التنافسية. و من ثمة يجب أن تبقى يقظة، خاصة فيما يتعلق بالإقلاع المحتمل للمنافسين في السوق على مستوى القطاع المعني و كذا المنتجات، حتى و إن كان الحصول على المعلومة و تفسيرها يكلف كثيرا فهي مرحلة أساسية في إعداد الاستراتيجية. و لهذا يجب المرور بأربعة مراحل لأجل تصميم نظام ذكاء متأقلم:
1.
مرحلة تصميم النظام: في هذا المستوى تحدد عناصر المعلومات الأساسية و كذا المصادر المرتبطة بها و تعيين الموارد البشرية و الميزانيات اللازمة لها؛
2.
جمع المعلومات: و تكون المعطيات هنا مستوحاة من الميدان (قوة البيع، الوسطاء، الموردون، مؤسسات الدراسة، الجامعات العلمية)؛ و انطلاقا من التحليل الوثائقي (المصادر الرسمية، التقارير، مقالات الجرائد) على المؤسسة أن تبتكر مناهج استقبال ذات فعالية بقدر الإمكان؛
3.
التقييم و التفسير: و هنا يتم التحقق من مدى ثقة و صحة عناصر المعلومات المكتشفة، و تسعى المؤسسة بهيكلتها و تنظيمها إلى الطريقة الأكثر إيحاءا؛
4.
بث المعلومات و تحيينها: في الأخير تحول المعلومات إلى المقررين المعنيين مع جعل المعطيات متزامنة مع الأحداث من أجل أخذ القرارات اللازمة.
كما تختلف عملية رصد المعلومات على حسب المنافسين، أي أن ممارسة اليقضة تختلف بإختلاف حدة المنافسة و نشاط المؤسسة. و على العموم فإن معظم المعلومات التي تحتاجها المؤسسة عن بيئتها الخارجية يمكن الحصول عليها بتكاليف مقبولة و بطرق شرعية؛ تتطلب هذه العملية فقط إنشاء خلية تتكفل برصد و مراقبة البيئة الخارجية للمؤسسة، حتى تحصل على بيانات و معطيات خاصة، تخضع للمعالجة باستعمال وسائل تكنولوجية حديثة. كما تعتبر المجالات المتخصصة و تقارير الهيئات المتخصصة و المعارض التجارية و غيرها من مصادر المعلومات منبعها هائلا و شبكة واسعة، تمنح للمؤسسة معلومات عن البيئة الخارجية لها و عن المنافسين.
4.
دور اليقضة التنافسية في إستمرارية الأداء الإستراتيجي:
إن الواقع السريع للأحداث في عصر المعلومات، و الضغط الهائل لقوى السوق و المنافسة، و الحركة الدائمة للأسواق، و المستهلكين، و التطورات الكبيرة، و المبتكرات الغير المسبوقة للتكنولوجيا في جميع المجالات، جعلنا نعيش في عالم كثير المتغيرات؛ حيث المعلومات كثيرة و كبيرة و تنتقل بسرعة (مع سهولة الاكتساب لمن سعى لها). و لكن ما هو ملاحظ فإن كثير من المؤسسات تجد صعوبة في مواكبة التطورات السريعة في الميادين التكنولوجية، و الثقافية؛ ولهذا فإن اليقظة التنافسية تقرب المؤسسة من محيطها و تعرفها عليه و تساعدها في تحليله. ففي هذا الصدد، تلعب اليقضة التنافسية دور فعال في توفير المعلومات اللازمة عن مختلف المنافسين الحاليين والمحتملين في جوانب عديدة: منتجاتهم، إستراتيجيتهم التسويقية والتجارية، التكنولوجيا المستعملة، أسعارهم...الخ، وكل ما يؤثر على التنافس. بذلك فهي تساعد المسيرين في صياغة الإستراتيجية التنافسية وفي مراقبة مدى ملاءمتها مع البيئة التنافسية إلى غاية تحقيق نتائجها، و بالتالي أدائها الإستراتيجي. فحسب ما سبق، فإن اليقضة التنافسية تسمح للمؤسسة برصد و مراقبة محيطها، وهي تعتبر عاملا محددا لتأقلمها و تكيفها مع المتغيرات الحادثة، لتمكن المؤسسة من توقع التغيرات و رصدها.
نستطيع القول أن اليقضة التنافسية تلعب دورا بارزا و فعالا في تحقيق إستمرارية الأداء التنافسي، و ذلك بفضل المعلومات المتوفرة عند المؤسسة والمجمعة في إطار يمس كل ما يؤثر على إستراتيجيتها التنافسية وفي إستمرارية أداءها. و ينبغي أن نشير إلى أن فعالية اليقضة في المؤسسة تظهر باعتبارها عامل أساسي في استمرارية الأداء الإستراتيجي، حيث أن عند جمع المعلومات و المعطيات تقوم المؤسسة بمعالجتها قصد تحويلها إلى معلومات ذاتي معنى، و بعد توجه حسب طبيعتها إلى مستعمليها لتؤخذ بعين الاعتبار في اتخاذ القرارات و إعداد الإستراتيجيات، تستطيع المؤسسة متابعة كل التحركات و التغيرات التي تحدث في بيئتها الخارجية، و تكون بذلك قد ساهمت في تحقيق أداء تنافسي فعًال  
المخلص: ربيع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الربح عن طرق الانترنت